مفاوضات السلام على المحك.. الطائرات المسيّرة تشعل الجبهات بين روسيا وأوكرانيا وتحرج ترامب
مفاوضات السلام على المحك.. الطائرات المسيّرة تشعل الجبهات بين روسيا وأوكرانيا وتحرج ترامب
شهدت روسيا، قبيل بدء جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول، سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار يُعتقد أن كييف نفذتها على قواعد استراتيجية داخل العمق الروسي، ما أدى إلى تصاعد التوتر وألقى بظلاله على فرص تحقيق أي اختراق سياسي.
خسائر روسية تعمّق الهوة التفاوضية
أطلقت أوكرانيا، بحسب تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الاثنين، ضربات دقيقة استهدفت طائرات استراتيجية وأصولًا عسكرية روسية بعيدة عن الحدود، وهو ما يعكس قدرة كييف المتزايدة على إلحاق أضرار مباشرة بالترسانة الروسية داخل أراضيها، وتُبعد هذه التطورات، وفق التحليل، احتمالات تقديم أي تنازلات من جانب موسكو في الوقت الراهن.
مواقف متشددة تُضعف فرص التسوية
رفض الكرملين، حتى قبل هذه الهجمات، تقديم تصور واضح لمطالبه النهائية مقابل إنهاء الحرب، مكتفيًا بطرح شروط قاسية، من بينها: الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي التي ضمّتها، نزع سلاح أوكرانيا، رفع شامل للعقوبات الغربية، و"اجتثاث النازية" بحسب التعبير الروسي، وهي مطالب تعدها كييف والغرب غير واقعية.
زيلينسكي يطرح شروطه
عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، مواقف بلاده، والتي تضمنت وقفًا فوريًا لإطلاق النار دون شروط مسبقة، وإعادة الأطفال الذين نُقلوا إلى روسيا، وفي المقابل، واصلت روسيا تصعيدها عبر أكبر هجوم بمسيّرات منذ بداية الحرب، أطلقت خلاله 472 طائرة مسيّرة ضد أوكرانيا، وقُتل ما لا يقل عن 12 شخصًا في ضربة صاروخية استهدفت مركز تدريب عسكري.
المراقبة من بعيد
راقب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه التطورات من بعيد، في حين تتراجع مصداقية تصريحاته المتكررة بشأن قدرته على إنهاء الحرب "خلال 24 ساعة"، ورغم امتلاكه أدوات تأثير قوية -كالدفع نحو عقوبات جديدة أو تعديل مساعدات واشنطن لكييف- فإن دوره بدا هامشيًا في ظل تسارع الأحداث ميدانيًا.
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، مع اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا، لتتحول سريعًا إلى أطول نزاع عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فشلت عدة جولات من المفاوضات في تحقيق تسوية، في حين عزز الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، دعمه العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، في المقابل، شددت روسيا قبضتها على الأراضي التي ضمتها، في وقت تتكثف فيه الهجمات والهجمات المضادة بطائرات بدون طيار والصواريخ، ما يُعقّد أي محاولات لحل سياسي.